الذي هو أدنى
سئمت من النظر إلى تلك الأحرف ، لا أعلم بما تمتاز عن أحرف قرآني، أراهم يكتبون تلك الأحرف ، وبداخلها بعض الأرقام ، ويتراسلون بها ،للوهلة الأولى ظننتها طلاسم لتحضير نوع من أنواع الجن ؛ فقلت لا،يستحيل ذلك فلم يعد للجن مكان في زمن لغة القرآن ، فظننتها رياضيات اللاتين ،ولكن أدركت بعدها أنها اللغة الجديدة (لغة العصر).
ضحكت كثيرا عندما قالها لي أحدهم ،وتذكرت حافظ إبراهيم عندما قال واصفاً اللغة العربية :
أنا البحر في أحشائه الدّر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
استبدلوا بحرًا بكل ما فيه من خير ، ببحيرة لا تكفي حتى للإفهام وخلطوها ببعض الأرقام ، انظروا إلى ذلك القبح ،تساءلت مليّاً ، هل أصبح أهل اللغة يخجلون من أحرفهم ؟ أم هل صارت حروف العرب صعبةً على البنان ؟ بالله أجيبوا .
لماذا تتشبثون بأذيال الغرب الواهمة ؟!! لماذا نظنُّ أن الرقيّ و التمام لا يكون إلا إذا أخذنا منهم السيل والغمام؟!!
لماذا تصرُّون وأكاد أراكم تجمعون على النيل من لغتي ...؟! ما بكم أيها الشبان ابتعدتم عن أحرف القرآن ؟!
ارحمونا... فما عدنا لنحتمل ، غزوٌ على الجسد ،وسوسة في الأحشاء .
أقول عند الانتهاء :لغتي الحبيبة أنتِ لستِ عقيمةً ، بل قادرةً على التمشّي مع كل الأزمان ، فأنتِ مَنْ وُصِفَتْ بها معجزة المنان .
lمحمود دراج