سكون الليل مشرف
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1141 نقاط : 2682 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 13/07/2009 العمر : 37 الموقع : المركز العربي الثقافي العمل/الترفيه : سياحة وطيران المزاج : هادي
| | إفادة في محكمة الشعر | |
إفادة في محكمة الشعر رحباً يا عراقُ، جئتُ أغنّيكَ***وبعـضٌ من الغنـاءِ بكـاءُ مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهاً***حفـرتهُ الأيّـامُ والأنـواءُ؟ أكلَ الحبُّ من حشاشةِ قلبي ***والبقايا تقاسمتـها النسـاءُ كلُّ أحبابي القدامى نسَـوني***لا نُوارَ تجيـبُ أو عفـراءُ فالشفـاهُ المطيّبـاتُ رمادٌ***وخيامُ الهوى رماها الـهواءُ سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبي***فالأسى خمرةٌ وقلبي الإنـاءُ أنا جرحٌ يمشي على قدميهِ***وخيـولي قد هدَّها الإعياءُ فجراحُ الحسينِ بعضُ جراحي***وبصدري من الأسى كربلاءُ وأنا الحزنُ من زمانٍ صديقي***وقليـلٌ في عصرنا الأصدقاءُ مرحباً يا عراقُ،كيفَ العباءاتُ***وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟ مرحباً يا عراقُ.. هل نسيَتني ***بعدَ طولِ السنينِ سامـرّاءُ؟ مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهرُ***وأهلاً يا عشـبُ... يا أفياءُ كيفَ أحبابُنا على ضفةِ النهرِ***وكيفَ البسـاطُ والنـدماءُ؟ كان عندي هـنا أميرةُ حبٍّ***ثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ أينَ وجهٌ في الأعظميّةِ حلوٌ*** لو رأتهُ تغارُ منهُ السـماءُ؟ إنني السندبادُ.. مزّقهُ البحرُ***و عـينا حـبيبتي المـيناءُ مضغَ الموجُ مركبي.. وجبيني***ثقبتهُ العواصـفُ الهـوجاءُ إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِ***فهـل لي إلى العـراقِ التجاءُ؟ وأنا العاشـقُ الكبيرُ.. ولكـن***ليس تكفي دفاتـري الزرقـاءُ يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعرُ؟***وما الذي أعطـى لنا الشعراءُ؟ الدواوينُ في يدينا طـروحٌ***والتعـابيرُ كـلُّها إنـشاءُ كـلُّ عامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ***وعـلينا العمائمُ الخضـراءُ ونهزُّ الرؤوسَ مثل الدراويشِ ***...و بالنار تكتـوي سـيناءُ كـلُّ عامٍ نأتي.. فهذا جريرٌ*** يتغنّـى.. وهـذهِ الخـنساءُ لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشراً***وفلسطـينُ خضّبتها الـدماءُ يا حزيرانُ.. أنـتَ أكـبرُ منّا***وأبٌ أنـتَ مـا لـهُ أبـناءُ لـو ملكـنا بقيّـةً من إباءٍ***لانتخـينا.. لكـننا جـبناءُ يا عصـورَ المعلّـقاتِ ملَلنا*** ومن الجسـمِ قد يملُّ الرداءُ نصفُ أشعارنا نقوشٌ ومـاذا***ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ؟ المقاماتُ لعبةٌ... والحـريريُّ***حشيشٌ.. والغولُ والعـنقاءُ ذبحتنا الفسيفساءُ عصـوراً***والدُّمى والزخارفُ البلـهاءُ نرفضُ الشعرَ كيمياءً وسحراً***قتلتنا القصيـدةُ الكيـمياءُ نرفضُ الشعرَ مسرحاً ملكياً***من كراسيهِ يحرمُ البسـطاءُ نرفضُ الشعرَ أن يكونَ حصاناً***يمتطـيهِ الطـغاةُ والأقـوياءُ نرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورموزاً***كيف تسطيعُ أن ترى الظلماءُ؟ نرفضُ الشعـرَ أرنباً خشـبيّاً***لا طمـوحَ لـهُ ولا أهـواءُ نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشعر..***دخـانٌ أيّامـهم.. وارتخـاءُ شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفراً***بيديهِ.. فكلُّ شـيءٍ مُـضاءُ شعرنا اليومَ هجمةٌ واكتشافٌ ***لا خطوطَ كوفيّـةً ، وحِداءُ كلُّ شعرٍ معاصرٍ ليـسَ فيهِ***غصبُ العصرِ نملةٌ عـرجاءُ ما هوَ الشعرُ إن غدا بهلواناً***يتسـلّى برقصـهِ الخُـلفاءُ ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فأراً***كِسـرةُ الخبزِ –هَمُّهُ- والغِذاءُ وإذا أصبـحَ المفكِّـرُ بُـوقاً***يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍ*** فلماذا لا يصلبَ الشعـراءُ؟ الفدائيُّ وحدهُ.. يكتبُ الشعرَ***و كـلُّ الذي كتبناهُ هـراءُ إنّهُ الكاتـبُ الحقيقيُّ للعصـرِ***ونـحنُ الحُـجَّابُ والأجـراءُ عنـدما تبدأُ البنادقُ بالعـزفِ***تمـوتُ القصـائدُ العصـماءُ ما لنا؟ مالنا نلـومُ حـزيرانَ***و في الإثمِ كـلُّنا شـركاءُ؟ من هم الأبرياءُ؟ نحنُ جميـعاً***حامـلو عارهِ ولا اسـتثناءُ عقلُنا، فكرُنا، هزالُ أغانينا***رؤانا، أقوالُـنا الجـوفـاءُ نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصفراء***والحـبرُ والحـروفُ الإمـاءُ البطـولاتُ موقفٌ مسرحيٌّ***ووجـوهُ الممثلـينَ طـلاءُ وفلسـطينُ بينهم كمـزادٍ ***كلُّ شـارٍ يزيدُ حين يشـاءُ وحدويّون! والبلادُ شـظايا***كـلُّ جزءٍ من لحمها أجزاءُ ماركسيّونَ! والجماهيرُ تشقى***فلماذا لا يشبـعُ الفقـراءُ؟ قرشيّونَ! لـو رأتهم قريـشٌ ***لاستجارت من رملِها البيداءُ لا يمـينٌ يجيرُنا أو يسـارٌ ***تحتَ حدِّ السكينِ نحنُ سواءُ لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُ***وضاعت من قبـلها "الحمـراءُ".. يا فلسطينُ، لا تزالينَ عطـشى*** وعلى الزيتِ نامتِ الصحـراءُ العباءاتُ.. كلُّها من حريـرٍ*** واللـيالي رخيصـةٌ حمـراءُ يا فلسطينُ، لا تنادي عليهم***قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ قتلَ النفطُ ما بهم من سجايا***ولقد يقتـلُ الثـريَّ الثراءُ يا فلسطينُ، لا تنادي قريشاً***فقريشٌ ماتـت بها الخيَـلاءُ لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ***لا تنادي.. لم يبـقَ إلا النساءُ ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ***ويمشـي إلى الـوراءِ الـوراءُ مرَّ عامـانِ والغزاةُ مقيمـونَ***و تاريـخُ أمـتي... أشـلاءُ مـرَّ عامانِ.. والمسيـحُ أسيرٌ***في يديهم.. و مـريمُ العـذراءُ مرَّ عامـانِ.. والمآذنُ تبكـي***و النواقيـسُ كلُّها خرسـاءُ أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحرفِ****كـفانا الـدوارُ والإغـماءُ مزِّقوا جُبَّةَ الدراويشِ عـنكم***واخلعوا الصوفَ أيُّها الأتقياءُ اتركـوا أولياءَنا بسـلامٍ***أيُّ أرضٍ أعادها الأولياءُ؟ في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كـثيرٌ***كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟ زعموا أنني طـعنتُ بـلادي***وأنا الحـبُّ كـلُّهُ والـوفاءُ أيريدونَ أن أمُـصَّ نـزيفي؟***لا جـدارٌ أنا و لا ببـغاءُ! أنـا حريَّتي... فإن سـرقوها***تسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعري ***مـا اشتـراهُ الملـوكُ والأمراءُ كلُّ حرفٍ كتبتهُ كانَ سـيفاً*** عـربيّاً يشـعُّ منهُ الضـياءُ وقليـلٌ من الكـلامِ نقـيٌّ ***وكـثيرٌ من الكـلامِ بغـاءُ كم أُعاني مما كتبـتُ عـذاباً*** ويعاني في شـرقنا الشـرفاءُ وجعُ الحرفِ رائعٌ.. أوَتشكو***للـبسـاتينِ وردةٌ حمـراءُ؟ كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ***ثم ماتـوا.. فإنـهم شهداءُ لا تعاقب يا ربِّ من رجموني***واعفُ عنهم لأنّـهم جهلاءُ إن حبّي للأرضِ حبٌّ بصيرٌ***وهواهم عواطـفٌ عمياءُ إن أكُن قد كويتُ لحمَ بلادي***فمن الكيِّ قد يجـيءُ الشفاءُ من بحارِ الأسى، وليلِ اليتامى***تطلـعُ الآنَ زهـرةٌ بيضاءُ ويطلُّ الفداءُ شمـساً عـلينا*** ما عسانا نكونُ.. لولا الفداءُ من جراحِ المناضلينَ.. وُلدنا*** ومنَ الجرحِ تولدُ الكـبرياءُ قبلَهُم، لم يكن هـناكَ قبـلٌ*** ابتداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا هبطوا فوقَ أرضـنا أنبياءً ***بعد أن ماتَ عندنا الأنبياءُ أنقذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحوا*** فأضاءت وجوهُنا السوداءُ منحونا إلى الحـياةِ جـوازاً***لم تكُـن قبلَهم لنا أسمـاءُ أصدقاءُ الحروفِ لا تعذلوني ***إن تفجّرتُ أيُّها الأصـدقاءُ إنني أخزنُ الرعودَ بصدري ***مثلما يخزنُ الرعودَ الشتاءُ أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباً***فبلادي أضاعَـها الخُـطباءُ إنني رافضٌ زماني وعصـري ***ومن الـرفضِ تولدُ الأشـياءُ أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكى***و شـفيعي... طـفولتي والنـقاءُ إنني قـادمٌ إليكـم.. وقلـبي***فـوقَ كـفّي حمامـةٌ بيضـاءُ إفهموني.. فما أنا غـيرُ طـفلٍ***فـوقَ عينيهِ يسـتحمُّ المـساءُ أنا لا أعرفُ ازدواجيّةَ الفكرِ***فنفسـي.. بحـيرةٌ زرقـاءُ لبلادي شعري.. ولستُ أبالي***رفضتهُ أم باركتـهُ السـماءُ..
| |
|
2009-10-03, 03:07 من طرف عاشق الاحزان