مرحلة المراهقة .. أهميتها وخصائصها

مرحلة المراهقة .. أهميتها وخصائصها

مرحلة المراهقة هي مرحلة انتقال خطيرة في عمر الانسان ، فالمراهق ليس طفلا كما انه ليس رجلا ، فهو ينتقل من طور يكون معتمدا فيه على غيره الى طور يعتمد فيه على نفسه ، وعلى هذا الممر الواقع بين الحالتين تكون مرحلة المراهقة.

ان مرحلة المراهقة مليئة بالصعاب بالنسبة للناشئ ، ويكون فيها المراهق احوج ما يكون للرعاية والتوجيه ، فهو أشبه ببرعم ندي يوشك ان تتفتح أكمامه ، فما احوجه للرعاية والاهتمام دون اسراف في لمسه او افراط في ريه ، ففي هذه المرحلة تتجه ميول المراهق الجديدة وتقوده الى اتجاهات مختلفة ومتضاربة ، لانه ينتقل من مرحلة فيها اشياء ملموسة الى اشياء معنوية وفكرية ، من علاقات محددة لأسرة الى حياة اجتماعية خارجية على نطاق اوسع ، في طفولته المبكرة والمتأخرة لم يكن هناك اهتمام واضح تجاه الاخرين ، وببلوغه تستيقظ لديه الدوافع الجنسية ، وتتسع علاقاته الاجتماعية ، فيزداد اهتمامه بالآخرين ، وتظهر لديه المقدرة على النقد والتحليل ، وفهم الامور والقيم التي قد لا تتوافق مع نموه المفاجئ ، وخبراته المحدودة الفجة ، فالآن بعد ان شعر بانه فرد في المجتمع له نشاطه: تزداد حساسيته عما كانت عليه ، وتظهر ميوله متجهة نحو التوافق مع الجماعة على صورة مشاركة وتعاون ، وكل هذه المظاهر تتفق واخلاق الجماعة وسلوكها العام.

ان مسؤولية تربية الشباب وتوجيهه نحو المثل العليا وتنشئته تنشئة طيبة: مهمة شاقة ، تبدأ منذ طور الطفولة الاولى ، لصلة هذه المرحلة بالمراحل التي تليها ، فان أحسن توجيهه أمكننا ان نضمن اجيالا من الشباب قادرة على ضبط النفس واكتساب الكثير من المبادئ والمثل القويمة ، اما ان أخطأنا التربية والتوجيه فاننا نكون قد اخرجنا شبابا متقلبا ، ثائرا على نفسه وعلى مجتمعه جانحا في سلوكه واتجاهاته ، لذلك كان للتربية نصيب موفور من البحث والتجريب ، وعكف العلماء على اخراج نتائج هذه البحوث والتجارب في مئات من المؤلفات ، التي حددت للتربية اهدافا واضحة المعالم ، قائمة على أساس علمي صحيح ، لا يشوبه الحدس او التخمين او التقليد.

ولعل الاردن هو اول البلدان بتلمس معاناة الشباب لانهم الاغلبية البارزة في تكوينه ، ذلك ان الاردن بلد يصدق فيه القول بانه بلد شاب لان فيه اعلى نسبة شباب في العالم حيث يلتحق اكثر من نصف سكانه بركب العلم وبالتالي فالمجتمع الاردني مجتمع متميز على سائر المجتمعات الفتية النامية بميزة الشباب.

ولعل مما يزيد من أهمية الشباب في بلدنا الاردن ان ثروته الرئيسة وأعظم واهم ما فيه هو الانسان رمز عطائه ، فكيف بهذه الثروة في معطياتها اذا كانت متميزة بالشباب متسلحة بالوعي والسير نحو ركب العلم والايمان.