إضرابات المعلمين .. ضربة معلم .. حامد سميح

إضرابات المعلمين .. ضربة معلم .. حامد سميح

منذ عقود مضت لا يستطيع منصف أن ينكر الظلم والإجحاف الذي يقع على المعلم ، ومع استمرار تجاهل حقوقه المادية والمعنوية وضياعها لا يزال دأبه أن يعمل باخلاص وتفان ،واضعاً نصب عينية هدفه النبيل متذكراً انه يسير على درب الانبياء ،مقدما مصلحة الوطن وأنها تعلو فوق كل المصالح، ولكن وللأسف تضاءلت اضاءات شموع العطاء وذوت.. عندما تم تجاهلها ، وطمس نورها وقلل من قدرها ، رغم اشارات التحذير... فضعفت العملية التربوية ومخرجاتها ،لذلك ظهرت على الساحة دعوات متتالية لاعادة إحياء نقابة المعلمين، فالحقوق لا تسقط بالتقادم .

يا سادة .. المعلمون محرومون مقهورون .. مظلومون .. غير آمنون بلا كرامة .. بلا هيبة

بلا حقوق .. بلا حماية قانونية ,بلا حياة كريمة هذا واقع المعلم في الميدان ولا غير .

منذ بضعة أشهر قوي الصوت وتشكلت اللجنة الوطنية لإحياء النقابة ممثلة عن المعلمين كافة، وبدأ الحراك من محافظات الجنوب الى الشمال والى الوسط مطالبين بالحق الشرعي لهم ( نقابة) تؤمن لهم حقوقهم المنسية وكان ذلك عبر الاضرابات والاعتصامات

فكان أسلوب (الإضراب ) .. للأسف هو ما لفت أنظار وعقول واهتمام المسؤولين وأرباب التعليم وأصبحت قضية المعلمين على سلم الاولويات ، وكان الحوار هو الاسلوب الراقي الذي تم بين الاطراف المعنية لبحث متطلبات المعلمين من احياء النقابة و تحسين مستوى المعيشي للمعلم وما تبعها من اقرار العلاوات الاضافية وتحسين سلم الرواتب ،ومقاعد الجامعة ,

ولكن تم رفض النقابة كونها خط أحمر وتم تقسيم العلاوة على سنتين في حين سيتم دراسة المطالب الاخرى حسب الامكانات المتاحة وما زالت مطالب المعلمين قيد الدراسة والممارسات المضللة واسلوب كسب الوقت وتجزئة المطالب بدل من ايجاد الحلول.

ان سياسة أصحاب القرار باتخاذ الحلول المؤقتة والتجاهل المستمر وترحيل الازمة وعدم التعامل بجدية مع مطالب المعلمين واتباع السيناريوهات الاعلامية واساليب المراوغات والمناورات واللقاءات التسويفية والتذرعات القانونية الواهية كان من شأنها ان ألهبت جموع المعلمين وكانت سبباً مباشراً في توحيد لجانهم وصفوفهم ومطالبهم والاعلان عنها من خلال الاعتصامات والاضرابات من جديد ، لأنه تبين أن الاعتصامات هي اللغة المفهومة !!

لماذا لا يسمع للمعلمين الذين هم بناة المستقبل وصناع أمل أبناء الامة !؟

لماذا لا تكون لهم نقابة تجمعهم وتضمد جراحهم وتلبي حقوقهم وتكرم مهنتهم ؟!

ان السياسات المتبعة ..عقيمة وقد عمقت الفجوة ، وأظهرت الهوة وأوصلت المعلمين الى طريق مسدود فكان الاضراب هو الصوت الاقوى والنداء المسموع ليشمل كل المحافظات بما فيها العاصمة... اضراب..اعتصام .. حتى اقرار النقابة .

هنا لا بد من وقفة جادة وخطوات مدروسة وحاسمة ، وقرارات مسؤولة , واتباع سياسة الاصلاح والتغيير الايجابي للحفاظ على مسيرة العلم والتعليم وتقديم مصلحة الوطن وحماية أبناءنا الطلبة الذين هم امل الامة .